عاجلمقالات الرأى

امنية سمير الرفاعي تكتب .. العيدية بين الماضي والحاضر

العيدية بين الماضي والحاضر

بقلم / أمنية سمير الرفاعي

ذكريات طفولتنا لا تضاهيها أي ذكرى وخاصة ليلة العيد عندما كنا نذهب للنوم آخذين بأحضاننا أحلامنا وأمنياتنا ليمر الوقت ونستيقظ على تكبيرات العيد الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. فنسرع لنرتدي الملابس الجديدة التي باتت بجانبنا على فراشنا باعثة الفرحة لأحلامنا البسيطة .. ونذهب لأداء صلاة العيد ثم نذهب لأقاربنا أو ننتظر زيارتهم لنا ونتسابق لنحصل على عيديتنا سواء من الجد أو الأب أو العم أو الخال .. فتمر الأيام والسنوات ونكبر ونتحول من دور المستقبِل للعيدية

 

لدور المرسِل بالعيدية لأبنائنا وأحفادنا.. وبذكر العيدية .. هيا بنا نتعرف على أصل العيدية وتاريخها ومسمياتها عبر العصور حتى الآن ..
كلمة “عيدية” مشتقة من كلمة “عيد”، وتعني “العطاء” أو “العطف”، وهي لفظ أطلقه الناس على النقود والهدايا التي يتم توزيعها على الأطفال خلال العيد، وهي عادة إسلامية سنوية وتكون العيدية عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال في عيد الفطر المبارك وتعود هذه العادة الإسلامية إلى قرون قديمة
أجمعت بعض الروايات التاريخية على أن العيدية يعود أصلها التاريخى للعصر الفاطمى .. ففي العصر الفاطمي، ظهرت “العيدية” في مصر وكانت تعرف بأسماء مختلفة، من بينها “الرسوم” أو “التوسعة”، وكان الفاطميون يحرصون على توزيع النقود والثياب على المواطنين خلال فترة الأعياد.
وفي العصر المملوكي، ظلت تلك العادة موجودة، لكنها كانت تعرف باسم “الجامكية”، وهي كلمة تعني “المال المخصص لشراء الملابس”، وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح “العيدية”.

وفي العصر العثماني، اختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير، إذ أنه بدلا من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، أصبح يتم تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال.
و قيمة “العيدية” تختلف بحسب المكانة الاجتماعية، فالبعض كانت تقدم لهم على هيئة دنانير ذهبية، فيما كان البعض الآخر يحصلون على دنانير من الفضة.

أما الأمراء وكبار رجال الدولة فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية، بالإضافة إلى الحلوى والمأكولات الفاخرة؛ كهدية من الحاكم.
ولقد تطورت أشكال العيدية مع تطور العصر، وأصبحت تقدر حسب الفئة العمرية والمكانة الاجتماعية، فمثلاً يحرص الوالدين على إعطاء أبنائهم نقود قليلة مثل خمس جنيه أو عشرة ليشتروا بها الحلوى والألعاب المناسبة لأعمارهم، بينما الأبناء من فئة الشباب يحصلون على مبلغ مائة جنيه أو أكثر لشراء الملابس، كما يحرص الخطيب على إعطاء عروسه العيدية عبارة عن حلوى ونقود، ، كعادة شعبية اعتاد عليها المصريون منذ مئات السنين.
ومهما كبرنا سيظل الطفل الصغير بداخلنا ينتظر عيديته ليستعيد ذكرى سعادته التي لا يستطيع نسيانها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!