عاجل

الخميس مناقشة كتاب تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتي اليوم

الخميس مناقشة كتاب تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتي اليوم

يستضيف معرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة بعنوان كتاب تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتي اليوم، الساعة ١٢ ظهرا الموافق ٢٣ يناير بقاعة كاتب وكتاب.

ويناقش الكتاب

المناقشون هم: الأستاذ الدكتور السيد فليفل عميد كلية الدراسات الإفريقية وعضو مجلس الشعب والخبير الإفريقي والأستاذ الدكتور أيمن شبانة أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الدراسات الإفريقية والأستاذ الدكتو خلف عبد العظيم الميري الأتاذ بجامعة عين شمس

والكتاب صدر عام ٢٠١٩ عن المركز القومي للترحمة، روجيه جوانت داجنت، تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس حتى اليوم، ج1-2، ترجمة الاستاذ الدكتور حسن نصر الدين حسن استاذ الاثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة.

وأصدر روجيه جوانت داجنت- الخبير الفرنسي الأول في شئون منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي- كتابيْن عن تاريخ البحر الأحمر؛ فأما الأول: فهو بعنوان “تاريخ البحر الأحمر من موسي حتى بونابرت” من إصدارات دار النشر الفرنسية “بيران”، وقمت بترجمته التي نشرت في العام 2013 من خلال المركز القومي للترجمة.

ولما كان المؤلف قد أكمل دراسته المتعمقة المتأنية عن البحر الأحمر، بإصداره كتابًا ثانيًا بعنوان “تاريخ البحر الأحمر من ديليسبس اليوم”، من إصدارات دار نشر فرنسية أخرى هي”هارمتان”، فوجدت أنه – وإتمامًا للفائدة– لا بدّ من القيام بترجمة هذا الكتاب، وهو الذي بين أيدينا الآن. كما نجد أن المؤلف قد رجع لوثائق خطَّها صناع الأحداث بأيديهم، وهي من ذلك النوع الذي لا يطلع عليه إلا كبار الباحثين الأجانب -من أمثاله- من المتخصصين في دراسات البحر الأحمر والقرن الإفريقي؛ ومن هنا نجد كثرة الاقتباسات من وثائق إنجليزية، أوردها بلغتها الأصلية، وكذلك وثائق إيطالية، وألمانية.

ولمَّا كان خبيرًا بالمنطقة، وأمضي بها بضع سنين في بحث ميداني، يستمع ممن عاصروا الأحداث، ويقارن أقوالهم بالوثائق، ويدرس الأماكن والمدن والناس ونفسياتهم، على الطبيعة، فقد أورد مئات الأسماء الإفريقية، من تلك التي شهدت الأحداث، مما دفعني لإعداد ملحق خاص بها في نهاية الكتاب.

وبما لديه من وثائق، فقد كان في مقدوره أن يذكر يوم الحدث وشهره، وأحيانًا ساعة وقوعه، بشخوصه ونفسياتهم وردود أفعالهم، ناهيك عن سنة وقوعه.

وكنت حريصًا على أن أزود الترجمة بهوامش؛ موضحًا فيها ما أجمله المؤلف؛ أو معلقًا فيها على حدث، أو ملقيًا الضوء على شخصية، أو موضحًا موقع بلد أو منطقة على خريطة البحر الأحمر. كذلك وقفت مليًّا-بين يدي الكتاب- ملقيًا الضوء على موضوع الكتاب في خطوطه العريضة، خاصة أن مقدمة المؤلف مختصرة للغاية؛ ليدخل القارئ وقد كوّن فكرة عن الموضوع: عن امتداده الزمني، ومسرح أحداثه، وشخوصه، فيستطيع فهم التفاصيل الموثقة التي سوف يطلع عليها عبر فصول الكتاب المتتابعة.

كما أعددت ثلاثة ملاحق في نهاية الكتاب؛ فأمّا الأول فهو لتواريخ وأحداث سطرها البحر الأحمر وأهله والوافدون عليه، وأما الثاني فيذكر أسماء أهم الشخصيات التي صنعت تاريخ المنطقة وشكلت جغرافيتها، ثم الأخير وهو يجمع أسماء الأماكن -وهي بالمئات- التي شهدت هذه الأحداث ودرجت فوقها تلك الشخصيات.

عرض الكتاب لتاريخ البحر الأحمر في الفترة من 1800 إلى 1855، وتوسعات محمد علي وموقف إنجلترا وفرنسا من ذلك. ثم وقف طويلا مع مشروع قناة السويس فيما بين عامي 1855 و1869, وعرض لمواقف ومعارضة إنجلترا وتركيا، وديليسبس وسعيه الدؤوب ووصول المشروع إلى منتهاه وافتتاحه في عهد الخديوِ إسماعيل. ثم ينتقل إلى البحر الأحمر الإفريقي، ويعرض للقرن الإفريقي في الفترة نفسها ومواقف القوى المتنافسة : تركيا وإنجلترا وفرنسا، وأحوال مدن وبلدان القرن الإفريقي مثل عدن وبربره وزيلع وإريتريا والصومال…

ثم ينتقل للحديث عن احتلال الدول الأوروبية لبلدان البحرالأحمر في الفترة من 1869 حتى 1900، فيعرض للتوسع المصري وردود الفعل البريطانية وإيطاليا في عدوه وثورة الدراويش في السودان، والروس في تاجورة.

وفي الفصل الخامس يتحدث الكتاب عن الاحتلال الأوروبي للبحر الأحمر في الفترة الممتدة من 1900 حتى 1939؛ ليقف طويلا مع الجزيرة العربية والحر العالمية الأولى و”لورانس العرب” ووعود إنجلترا للعرب واليهود، وإيطاليا في إثيوبيا وفرنسا في جيبوتي…

في الفصل السادس يتناول الكتاب الحرب العالمية الثانية في البحر الأحمر وفي القرن الإفريقي، وتقسيم الصومال بين إنجلترا وفرنسا وإيطاليا ودور قوات فرنسا الحرة في القرن الإفريقي، وفي الفصل السابع يتناول تاريخ البحر الأحمر من عام 1945 حتى زوال الإستعمار، ومشاكل الحدود المزمنة بين دويلات القرن الإفريقي. وينتقل للحديث عن الحرب الإسرائيلية العربية في 1948، ودخول أمريكا للمنطقة بعد اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز وروزفلت في البحيرات المرة بمصر علي متن السفينة كوينسي. ويستمر يعرض لعلاقات الدول الأوروبية بدول البحر الأحمر من جهة وعلاقات دول البحر الأحمر ببعضها العض من جهة أخرى، ولا ينسى يهود الفلاشا وحرب 1973 والصراع اليمني اليمني واليمني السعودي.

وفي خاتمة رحلته البحثية المتأنية يخرج بخلاصات مهمة هي صرخة تكاد تسمع من بين السطور، يقول فيها:
“”إن الخطر المصوب تجاه الغرب يكمن هنا؛ بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، ومن سواحل الخليج الفارسي إلى سواحل البحر الأحمر. ومصيرنا محدد حول هذا المربع المترامي. من الذي سيبدأ، ومتي وبأي شكل، لا أحد يمكنه التنبؤ. سيقع حدث عنيف يهز العالم، ربما قبل نهاية القرن (يقصد العشرين)، وربما يقترن بوضع اقتصادي واجتماعي صعب في أوروبا. وستعقبه أحداث إرهابية تقوم بها خلايا الإرهاب الإسلامي النائمة، الذين ينسجون شبكاتهم في الخفاء في أوروبا…

وإذا لم ننتبه سيغدو البحر الأحمر يوما ما بحيرة إسلامية. وإذا ما اختفت المعارك الأيديولوجية ستظهر المواجهات الدينية مرة أخرى، وإيمان البشر الذين يعيشون على ضفافه ذو طبيعة غير طبيعة إيماننا. لقد جاء عصر الإسلام وعلينا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!